عشت دهرى أنتقىَ الصحابا*فما وجدت وافِ غيرعلم أو
كتابا
فصاحبٌ إن عُمِّرت لم يزل * مجافٍ،وحين اللقا يبدأك العتابا
وحين يكونُ زهر الدهر مقبل * جاء مهنئا مسالِ اللعابا
وإن بهجه الدنيا عنك ولت * ولى مدبرا ولم يقرب مآبا
ويوم يكون فى الصدرإشتياقٌ،لصحبٍ*أجده مُوصدا للقلب بابا
فيكاد يذوب القلب شوقا * والصحْب لا يأبه بنجوى أو خطابا
ربااااه : أشكوإليك سوء البرايا* وإليك أشكو جُلَّ الخطوبا
فلا تذرٍ الفقيرَ فردا *وهب لى منك حُسْنَ الصِحابا
لذا أبدلتُ بصاحبىَ الكتابا * لضمِه العلمَ وإثرائه الألبابا
ولم أرى مثل خيرُ العلم كسبا * ولا شرا من صَحْبٍ يعابا
والعلم يرشدك دوماً ، لناصحٍ * أو يبعدك عمّن تغابى
فاصبر عليه صبرا وارتشف* رحيقا منه يُحيىِّ اللبابا
وكُن مُعلما للناس خيِّر* وابغى الأجر من مُعطِى الثوابا
فخير الناس من عُلِّم وعَلم * ولا تمسكه تبغى اقتضابا
وبعد: فخير الكتْب من فوقٍِ تنزَّل* من الرحيم وهْو المهابا
كتاب الله لتاليه تشَفَّع * ومن هجره, خسر وخابا
تعلّمْه واقرأ بالتدبرِ واحذر* يوم يُحجب قاليه عنه احتجابا
وكُن على نهج أنوارٍ الأُول* ولا تكن فى الليل أو فى الضبابا
فلكلٍ شرعه منه ونهجا * والشرُ لغيِّه ينجذب إنجذابا
فالشر يوم الجمع ظلَم * والخير يلمع كزهر الشهابا
وعندها يُجزى الخيِّرون القبابا * وغيرهم يلاقون العذابا
ربنا صَيِّرنا للقرآن أهلٌ * وآنسنا به تحت الترابا
ويوم الحر نُظَلُ منك *وعلى الصراط ننساب انسيابا
وفسيح الروض لنا مقام *بلا عرضٍ او مناقشه الحسابا